البوذية هي أحدى أكبر الديانات في العالم، إذ يعتنقها أكثر من 520 مليون شخص أغلبهم في شرق آسيا جاعلين بذلك البوذية رابع أكبر الديانات في العالم بعد المسيحية والإسلام والهندوسية.
بوذا
تنسب البوذية إلى مؤسسها الأمير سيدهارتا غوتاما الشهير ببوذا وتعني الحكيم. ولد الأمير ببلدة لومبيني بجمهورية النيبال حالياً ،وعاش في صباه حياة من الترف وتزوج وهو في السادسة عشر من عمره. عندما كانت أمه حاملاً رأت في المنام أن فيلاً أبيضاً عظيماً بستة أنياب قد دخل من جانبها الأيمن وفسره الرهبان بأن المولود القادم إما أن يكون ملكاً عظيماً أو أن يكون راهبا متديناً، لم يكن والد سيدهارتا يرغب في أن يكون ابنه راهبا فبذل كل ما في وسعه لراحة الأمير الصغير وحجب عنه رؤية المرضى وكبار السن وكل مظاهر المعاناة.
معيشة الترف والنعيم لم تكن مرضية لبوذا ولم يشعر بأن الثروة والجاه هي هدفه في الحياة. وعندما كان في التاسعة والعشرين خرج سيدهارتا من قصره بحثاً عن أجوبة لأسئلته عن الرضا، وشاهد في رحلته رجلاً طاعنا في السن وشرح له مرافقه أن كل الناس يكبرون ويموتون في آخر الأمر، وشاهد أيضاً جثة متحللة ومريضا يحتضر وزاهداً. فقرر أن يصبح زاهداً متقشفاً ليتغلب على المرض وكبر السن والموت، وصار يتسول لينال قوت يومه.
وانتظم بعدها في دروس لتعلم اليوجا والتأمل على يد بعض النساك، وأجاد سيدهارتا مهارات التأمل، ووجد نفسه قد صار أقرب إلى هدفه منه عندما كان يمارس التقشف والحياة القاسية. وفي أحدى تأملاته تحت شجرة تين اهتدى الأمير سيدهارتا إلى حالة الاستنارة التي كان يطلبها، وهي أن طريق الخلاص هو وسط بين التقشف والانقطاع عن الدنيا من جهة والسرف والدعة والسكينة من جهة أخرى. فانطلق يدعوا الناس إلى مذهبه.
العقيدة البوذية
تشترك البوذية مع الهندوسية في كثير من النقاط حيث تقر البوذية بمبدأ التناسخ حيث تنتقل الروح بعد الموت إلى هيئة أخرى كحيوان أو شخص آخر. لكنها تختلف عنها في أنها تقول بأن من يعمل خيراً في حياته يكافأ بحياة قادمة أفضل ومن يعمل شرا يعاقب في حياته القادمة بحياة شاقة وبائسة.
ونظرة البوذية للخلاص هي عبر إيمانها بأن الحياة معاناة وأصل هذه المعاناة هو التمسك بالحياة ولا يمكن التخلص من هذه المعاناة والشقاء إلا بالتخلي عن التعلق بالحياة وكل ما يرتبط بذلك من الأنانية وحب الشهوات.
الكتب المقدسة
دونت الكتب البوذية بعد 500 سنة من وفاة بوذا ولم يتبق اليوم إلا قطع متناثرة من المخطوطات الأصلية، وتعرف التيبيكاتا بأنها الكتب البوذية التي تحوي الحوارات الأصلية بين بوذا وتلاميذه، وتغطي أيضاً الجانب التنظيمي والأخلاقي لحياة الرهبان، ومناقشات فلسفية وعقدية عميقة.
أعياد واحتفالات البوذية
فيساك
وهو احتفال ضخم بولادة وتنوير ووفاة بوذا. ويقام في تمام بدر شهر فيشاخا القمري الذي يصادف شهور ابريل ومايو ويونيو. تم اختيار اليوم بمؤتمر بوذي ضخم في عام 1950 بسيرلانكا.
وعند الاحتفال يتجمع البوذيون أمام المعابد حيث يرفعون العلم البوذي ويقومون بإنشاد الترانيم وتقديم الزهور والبخور والشموع بين قدمي معلميهم ويتناولون الطعام النباتي في هذا اليوم حرصا على عدم قتل أي كائن حي.
ماغا بوجا
وهو مهرجان بوذي كبير يحتفل به في يوم البدر الكامل للشهر القمري الثالث. ويحي المهرجان ذكرى اجتماع بوذا مع تلاميذه الـ 1250 الأوائل حيث ألقى عليهم موعظة وأخبرهم بأنه سيموت بعد ثلاثة أشهر.
يقوم البوذيون بتنظيف بيوتهم جيداً قبل ذلك اليوم استعدادً للاحتفال. ويوم العيد يقومون بإشعال الشموع وتقديم القرابين وقراءة النصوص الدينية والامتناع عن شرب الخمر والرقص والغناء وأكل اللحم وتحجيم الشهوة ويدخل بعضهم في صوم بعد ظهر اليوم.
أسالها بوجا
يقام في شهر يوليو ويحتفل فيه بيوم بدر شهر أسادا القمري. ويحي ذكرى موعظة بوذا لتلاميذه الخمسة واطلاعه اياهم على طريق الخلاص والتنوير.
يقوم البوذيون في هذا اليوم بإشعال الشموع والسير إلى المعابد وقراءة الترانيم والاستماع للمواعظ وتقديم القرابين للكهنة.